أهمية التخطيط الإستراتيجي في السودان: الدروس المستفادة
على مدار قرابة الستة عقود، واجه السودان عدد كبير
من التحديات التي أثرت على فرص وإمكانات النمو والتطور، والتي نعزي معظمها لغياب الجهود
الإستراتيجية والخطط التنموية طويلة المدى.
يعد التخطيط الاستراتيجي القومي من الركائز الهامة
للتنمية. فهو يساعد الدولة على تحديد وترتيب أولويات أهدافها وغاياتها الأكثر
إلحاحًا في المستقبل، وتحديد ما يجب القيام به لتحقيق تلك الأهداف، وتخصيص الموارد
لتلك الجهود، ومراقبة التقدم، وإجراء التعديلات حسب الحاجة.
الإستراتيجيات الوطنية هي أحد الأدوات الرئيسة
لتوجيه الاستثمارات من الدبلوماسية إلى الدفاع، ومن البحث إلى التنمية.
ومع إختلاف الحقب والأولويات من الملاحظ غياب جهود التخطيط الإستراتيجي وبالتالي
ضعف التأثير السياسي والنفوذ الاقتصادي والتأثير
الاجتماعي للدولة.
إن وجود نظام فعال للتخطيط الاستراتيجي وإدارة جهود التنمية المتوازنة، والذي يحدد الرؤية بوضوح ويضع المسار المستقبلي له أهمية قصوى لتنمية البلاد وازدهارها. لضمان التقدم الاجتماعي والجودة العالية والتنمية الأكثر التي تركز على الإقاليم، من الضروري إنشاء نظام شامل للتخطيط الاستراتيجي على المستوى الوطني، واعتماد الإطار التشريعي والمؤسسي لتنظيمه، مع إرساء قواعد واضحة وإجراءات المحددة.
يتضمن نظام التخطيط الاستراتيجي وإدارة التنمية تحديد مسار التنمية والأولويات والأهداف والنتائج، وكذلك اتخاذ القرارات بشأن تخصيص الموارد للوصول إلى الأهداف وتحقيق نتائج الاستراتيجية.
إن الإستفادة من التجارب الإقتصادية والسياسية السابقة يعد من أهم مرتكزات النجاح في المستقبل. وجود رؤية ذكية وإدارة صلبة هو كل مانحتاجه لتخطيط وبناء إستراتيجية تحدث الفرق وتساعد السودانيين على تجاوز هذه العقبات التاريخية.
بدءًا بتشجيع الصناعة والإنتاج المحلي، وصولاً لتوطين عدد من الصناعات
المتوسطة التي تكفل إلى زيادة الطلب أو العرض على السلع أو الخدمات التي تنتجها
هذه الصناعة مما يؤدي إلى خلق فرص عمل والحفاظ على اقتصاد قوي بسبب زيادة الحركة
المالية والإيرادات الضريبية.
إن دور التخطيط الاستراتيجي الذكي يعد أمراً
حيوياً في رسم خارطة الطريق للإجراءات التي ستتخذها الحكومة وما إذا كانت هذه
الإجراءات فعالة. ولتكون هذه العملية ناجحة، يحتاج السودان لتوجهات واضحة ورؤية
طموحة تساعد على التكيف مع تغير الاقتصاد، والقدرة على التعامل مع المواقف والأزمات
المختلفة دون أن يكون لها تأثير كبير على البلاد.